صيد الأسماك عند قدماء المصريين

 صيدالأسماك في مصر القديمة ✍

تعد الأسماك من أهم مصادر الثروة المائية منذ العصر الحجري الحديث عندما إستوطن المصريون القدماء بالقرب من مياه النيل الذي كان يمدهم بالكثير منها وخاصة في فصل الفيضان  وكانت مصر غنية بالأسماك التي تعيش في مياهها  ويستهلك المصريون كثيرا من أنواعها المختلفة كما هو واضح من نقوش المقابر وما ذكره المؤرخون 🤔


وكانت الأسماك من الأطعمة الشهية عند المترفين من الناس  بل كانت جزءا من الطعام الرئيسي للعامة ومما يلفت النظر أن معظم " قوائم الطعام " المصرية القديمة كانت تخلو من السمك ولم يظهر على موائد القربان إلا نادرا 😲


ومن الغريب أن أحد الملوك كان يقف بعيدا عن الناس الذين يأكلون السمك ونرى على جدران معبد الدير البحري بطيبة رسوم الأسماك النيلية بطريقة تفيض بالحياة إلى درجة تثير الدهشة ومن هذه الأسماك ما يمكن تمييزه بسهولة مثل قشر 

 البياض 🦈


 وقد ظهرت الأسماك في كثير من المناظر من العصر الإغريقي الروماني  ويلاحظ أن تصوير السمك في الفن القبطى ، يعد امتداد لمناظر الصيد في مصر القديمة  إذ أن هناك تشابها كبيرا بينهما فسنری السمك في الماء والقارب والصياد منهمكا في الصيد 🙏🇪🇬🙏


◀️ تقديسها 

وكان بعض المصريين يقدسون الأسماك ويعتقدون أنها روح طيبة من أرواح الماء بينما يعدها البعض الآخر غير طاهرة ومما تجدر ملاحظته أن المصريين كانوا لا يأكلون أي نوع من الأسماك في مقاطعة البهنسا وغيرها من المقاطعات التي تحت حمایتها 🤔


وكان الكهنة محرما عليهم أكل السمك ويعدون لحمه نجسا ويحرمونه امام أبواب منازلهم في اليوم التاسع من الشهر الأول من السنة توت على حين أن كل مصري كان يتحتم عليه طبقا للعقيدة الدينية أن يأكل سمكا مشويا أمام باب منزله 😲

 

 

وقد جاء في فصل التعاويذ السحرية من كتاب الموتى أنه لا يحق أن يتلوه إلا رجل طاهر لم يكن قد أكل لحما أو سمكا . كما جاء في بردية سالييه أن أكل السمك كان محرما في بعض أيام خاصة من السنة 👌


 ولعلهم أرادوا بذلك إفساح المجال ليتكاثر السمك في النيل حيث تقل الأسماك ف وقت انخفاض الماء وقد ورد في أحد المتون نص يقول ✍

" لا تأكل السمك في هذا اليوم  إذ فيه الكفرة يصيرون سمكا في الماء "وذلك في يوم ۲۲ توت و ۲۸ كيهك و ۲۰ برموده وفي ۲۹ كيهك ينصح بطرد العامة الذين أكلوا سمكا من المعابد😲


ومما هو جدير بالذكر ان منع أكل السمك الذی حرمة الناس من أحد الأطعمة الرئيسية - لم يكن عاما يتحتم على الجميع إتباعه وأغلب الظن انه يشبه إلى حد كبير ما هو متبع عند المسيحيين الشرقيين في الوقت الحاضر عندما يحرمون أكل السمك في بعض الأعياد الدينية لأنهم يعدونه نوعا من أنواع اللحوم بينما يسمحون باكله في الأعياد الأخرى 👌


◀️ أنواعها 

 وأهم أنواع الأسماك التي ظهرت رسومها على جدران المقابر هي قشر البياض وفتيل البياض والبني وثعبان الماء والقنوم والبلطي(شبار ابيض) والبورى والقرموط والشمال والشلبة واللبيس والفهقة والبسارية 🐬🐋🦈🐟🐠

 

◀️ حفظ الأسماك وتجفيفها 

وقد برع المصريون القدماء في حفظ الأسماك وتجفيفها واستخراج البطارخ من بعض أنواعها كما يرى ذلك في احد رسوم مقبرة تب كاو - حر " بسقارة 👍


كان للسمك المجفف أهمية كبيرة في تموين المصريين ويتألف منه الطعام الرئيسي للفقراء وذكر هيرودوت أن المصريين كانوا يرسلون الأسماك بعد صيدها إلى الأسواق وياكلون الأنواع المفضلة عندهم طازجة مثل قشر البياض والبلطى💖 


 أما الأنواع الأخرى فكانوا يشقون بعضها من منتصفها ويملحونها ويعلقونها على حبال في الشمس أو يتركونها في تيار الهواء الجاري لتجف تماما 👌


 وفی بعض الأحيان يشقون السمكة بالسكين شقا طوليا من  الراس إلى الذيل بحيث يفصل الجانبان عن عظمة الظهر  بينما يقنع الكثيرون بإخراج أمعاء السمكة ونزع قشورها وإزالة الرأس ونهاية الذنب وتمليحها وتركها في الشمس لتجف 🤔


 كما ذكر المؤرخ أن الأسماك المملحة كانت تؤكل بكثرة وأغلب الظن انه يعني بذلك الملوحة أو الفسيخ الذي كانوا يرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة ولا يزال المصريون يأكلونه الآن وخاصة في عيد شم النسيم 🙏🇪🇬🙏


وكانت الأسماك تحنط وتحفظ في المقابر مع غيرها من أنواع الطعام والشراب  وقد عثر على أسماك كثيرة محنطة ومجففة من عصور مختلفة ليس من السهل تمييز أنواعها وجدير بنا أن نعرف كيفية تحنيط هذه الأسماك 🤔


 فقد وجد بعضها خاليا من آثار القار الذی استعمل في التحنيط وظهر من التحليل الكيميائي انها نقعت مدة في محلول من الماء المالح ثم أحيطت بطبقة من الطين المحمل بمواد ملحية تعلوها لفائف محكمة بمهارة 😲


وبفضل جفاف الهواء وحماية الرمال الجافة أمكن حفظ هذه الموميات آلاف السنين بدرجة أن بعضها لا يزال يحتوي على مواد حيوانية 👌


وقد عثر في المقابر على تماثيل صغيرة لأسماك مصنوعة من البرنز بعضها متوج بقرص الشمس وقرني البقرة " حتحور " وبعضها الآخر على شكل سيدة يعلو راسها سكة تمثل الإلهة  حات  محيت إلهة السمك أما الأسماك المصنوعة من الأردواز فكانت تستعمل لصحن الكحل 👍


ومن اجمل مناظر صيد الأسماك ذلك المنظر الذي نراه على أحد جدران مقبرة تي " بسقارة ويمثل اثنين وعشرين صيادا يسحبون شبكة كبيرة من الماء بعد أن امتلأت بالسمك وقد وقف رئيسهم يراقبهم ويحثهم على العمل 💖


وقد ذكر  هيرودوت أن الصيادين كانوا يصطادون كميات وفيرة من الأسماك سنويا من بحيرة موريس بحيرة  قارون حاليا  وتمد أسواق الفيوم بأجود الأنواع 😲


ومما يجدر ذكره أن هذه الأسماك لها نكهة تفوق مثيلتها من الأسماك الأخرى ثم يؤخذ السمك كما كان الحال ف العصور القديمة- طازجا إلى السوق او يجفف ويملح 👍


 ويوجد يقسم الزراعة المصرية القديمة بالمتحف الزراعي بعض أنواع الشص المصنوع من البرنز والحديد من العصر الروماني ، وشباك من الكتان عثر عليها في اللشت وتبتونيس بالفيوم من العصر القبطى ومجموعة ثمينة من الأسماك المختلفة الأنواع المحنطة والمكفنة في لفائف من الكتان وعيدان البردي بعضها محكم التكفين على شكل زخارف تثير الإعجاب 🙏🇪🇬🙏... 

تعليقات